في الليلة التي سبقت افتتاح مهرجان كان، نُشر أكثر من ٣٥٠ توقيعًا من فنانين وممثلين وصناع سينما على خطابٍ مفتوح عن الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، وضد الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة. فاطمة قُتلت في غارةٍ إسرائيلية على غزة، بعد إعلان مشاركة الفيلم الوثائقي الذي يدور عنها:
«Put Your Soul On Your Hand And Walk»
في قسم «ACID» بمهرجان كان السينمائي.
الخطاب وُقّع من قِبل أسماء شهيرة، نذكر منها: ريتشارد جير، بيدرو ألمودوفار، خافيير بارديم، مارك رافالو، رالف فاينس، ألفونسو كوارون، يورغوس لانثيموس، زافييه دولان، جوناثان غليزر، رادو جود، روبن أوستلوند، آكي كاوريسماكي، تشارلز دانس، فيغو مورتينسن، غاي بيرس، إريك كانتونا.
وبعد يومين من الخطاب، أصدر المخرج البريطاني الفائز بسعفة كان مرتين كين لوش خطابًا مطولًا آخر متضامنًا مع هذا الخطاب، ومع فاطمة وفيلمها، وواصفًا ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية.
في ما يلي النص الكامل للخطاب الذي وقّع عليه مئات من فناني العالم وصُنّاع السينما:
كانت فاطمة حسونة (فاطِم) تبلغ من العمر 25 عامًا.
كانت مصوّرة صحفية فلسطينية مستقلة. استهدفها الجيش الإسرائيلي في 16 أبريل/نيسان 2025، في اليوم التالي لإعلان اختيار فيلم المخرجة سبيده فارسي «ضع روحك على يدك وامشِ»، الذي كانت بطلته، في قسم «أسيد» بمهرجان كان السينمائي.
كانت على وشك الزواج. قُتل عشرة من أقاربها، بمن فيهم شقيقتها الحامل، في الغارة الإسرائيلية نفسها.
منذ المجازر المروعة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يُسمح لأي صحفي أجنبي بدخول قطاع غزة. يستهدف الجيش الإسرائيلي المدنيين. قُتل أكثر من 200 صحفي عمدًا. يُقتل الكُتّاب وصنّاع الأفلام والفنانون بوحشية.
في نهاية شهر مارس، تعرّض المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلمه «لا أرض أخرى»، الذي شارك في إخراجه يوفال أبراهام وباسل عدرا ورايتشل سزور، لاعتداءٍ وحشي من قِبل مستوطنين إسرائيليين، ثم اختطفه الجيش الإسرائيلي، قبل أن يُطلق سراحه تحت ضغطٍ دولي. أثار عدم دعم أكاديمية الأوسكار لحمدان بلال غضبًا بين أعضائها، واضطرت للاعتذار علنًا عن تقاعسها.
لماذا تبدو السينما، وهي حاضنة للأعمال الملتزمة اجتماعيًا، غير مبالية بفظائع الواقع، وبالقمع الذي يعاني منه إخواننا وأخواتنا؟
بصفتنا فنانين وفاعلين ثقافيين، لا يمكننا الصمت بينما تحدث إبادة جماعية في غزة، وهذه الأخبار المروعة تُصيب مجتمعاتنا بشدة.
ما فائدة مهننا إن لم تكن لاستخلاص العبر من التاريخ، وإنتاج أفلام ملتزمة، إن لم نكن حاضرين لحماية الأصوات المُضطهدة؟
لماذا هذا الصمت؟ إن حركات اليمين المتطرف، والفاشية، والاستعمار، ومعاداة المتحولين جنسيًا، ومعاداة مجتمع الميم، والتمييز الجنسي، والعنصرية، ومعاداة الإسلام، ومعاداة السامية، تخوض معركتها على أرض معركة الأفكار، مهاجِمةً النشر، والسينما، والجامعات. ولهذا السبب، يقع على عاتقنا واجب النضال.
فلنرفض أن يكون فننا شريكًا في الأسوأ.
فلنَثُر.
فلنُسمِّ الواقع.
فلنجرؤ جماعيًا على النظر إليه بدقة قلوبنا الحساسة، حتى لا يعود من الممكن إسكاته أو التستر عليه.
فلنرفض الدعاية التي تستعمر مخيّلتنا باستمرار، وتفقدنا إحساسنا بالإنسانية.
من أجل فاطِم، من أجل كل من يموت في غفلة.
على السينما واجب حمل رسائلها، وعكس صورة مجتمعاتنا.
# سينما عالمية # حرب غزة # طوفان الأقصى # مهرجان كان السينمائي